محاولة تحديد مسببات تعثر استكمال دورة حياة الدمقرطة عن طريق الثورات في العالم العربي

ا.د. زكرياء  أقنوش

محاولة تحديد مسببات تعثر استكمال

دورة حياة الدمقرطة عن طريق الثورات في العالم العربي

Attempt to determine the causes of falteringcompletion
 The life cycle of démocratisations through révolutions in the Arab world

 

ا.د. زكرياء  أقنوش
أستاذ باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية
جامعة مولاي اسماعيل،الراشيدية، المغرب

 

ملخص

لنجاح أي ثورة وبلوغ الأهداف التي رسمت لها رأى بعض علماء السياسة الزاميةتوفر مجموعة من الشروط ليتحول الهيجان الشعبي-السلمي إلى انتقال ديمقراطي حقيقي، فحسب الباحث السويدي يان تيوريلفإن التظاهرات السلمية تحفز التحول الديمقراطي بينما لا تحفزه الإضرابات وأعمال الشغب العنيفة والنزاعات الأهلية المسلحة، ومن ثم يجري تتبع الآليات التفسيرية المسؤولة عن تأثير التظاهرات السلمية عبر أدلة مستمدة من دراسة الحالة في الفيليبين وجنوب أفريقيا ونيبال.

إلا أن هذا المخاض الديمقراطي العربي أكد على أنه عسير النجاح وصعب التحقيق وأن عملية إعادة بناء نظام سياسي في فترة ما بعد الثورات مستحيل التحقيق، فأسباب تفكك بنية النظام السلطوي-التسلطي لخمس دول بفعل انتفاضات شعبية عفوية (تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا) مردها هو حالة الترهل التي كانت عليها منذ نشأتها فأفضل تشبيه لهذه الأنظمة هو مثل الفزاعات التي تنصب في الحقول لتوهيم وتخويف العصافير بوجود البشر، فرغما تمكنها من البقاء والاستدامة طيلة خمسة عقود من الزمن فقد كان بفضل استخدمها للقوة القمعية تارة ولآليات ديمقراطية مزيفة-تمويهية تارة أخرى، إلا أن هذه الترسانة من الآليات لم تستطع الصمود في وجه المواجهات الشعبية العارمة منذ أواخر سنة 2010 حتى الآن.

تحميل PDF