استراتيجيات الاختراق وصناعة الفوضى في الجغرافية السيبرانية لمنطقة شمال أفريقيا

   ا.د. بلهول نسيم

استراتيجيات الاختراق وصناعة الفوضى في الجغرافية السيبرانية لمنطقة شمال أفريقيا

 

                                                       

                                                       ا.د. بلهول نسيم

أستاذ التعليم العالي – قسم العلوم السياسية/ جامعة البليدة 02

                                                     الجزائر

 

الملخص

   في عالم اليوم تتغير المفاهيم والقيم والتعريفات بتأثير ثورة المعرفة، التي نشهد الآن بشائر إرهاصاتها. فالجغرافيا لم تعد تعني تلك المنطقة التي تقع ضمنها دول معينة ترتبط فيما بينها بالجوار الجغرافي، بل إن هناك تعريفا آخر للجغرافيا يمتد ليشمل الجغرافيا الإفتراضية وأساسها الجغرافيا الإلكترونية التي تعتبر الإنترنت وحركة القوة الكهرومغناطيسية للإلكترون والرموز فضاءها الإفتراضي.

   لقد أصبحت المعلومات، أو لنكون أكثر دقة: المعرفة، والكمبيوترات وأجهزة الإتصالات أساس ما يسمى بالقيادة الأمريكية السيبرانية الجديدة (ملحقة جديدة في البنتاغون) للسيطرة على الإتصالات والإستخبارات أو ما يعرف اختصارا ب C3I. ومن هنا عكفت القيادة المركزية لأفريكوم بشتوتغارت الألمانية، التي انتقلت إلى تونس من أجل هندسة مجموعة من استراتيجيات الحروب الإلكترونية وزرع أنظمة التشويش على مستوى مراكز القيادة الأمنية الإلكترونية المستحدثة في بعض دول شمال أفريقيا، وهذا تقويضا لوسائط الأمني القومي للمنطقة والذي يدخل في إطار رسم فضاء إلكتروني جديد بشمال أفريقيا هدفه إعاقة حركة روسيا والصين الإقتصادية والمالية، وضبط عملية الإختراق الأمني لسياسات المؤازرة الإستراتيجية لتلك الدولتين مع بعض دول المنطقة.

   فلم يعد للبعد الجغرافي لمنطقة شمال أفريقيا أي أهمية بالنسبة للكيان الصهيوني– المحمية الرئيسية للقوة الأطلسية- ولا لمعادلة التواري الإستراتيجي عن أنظار استراتيجيات تل أبيب. لأن أي مخترق لنظم ضبط الشبكات الأمنية الإلكترونية لدول المنطقة من شأنه أن يزرع أي فيروس، وهو جالس بواشنطن أو تل أبيب مستخدما محركا أمريكيا ليدمر شبكة معلومات في تونس أو الجزائر، مستخدما الجغرافيا الإفتراضية أو الإلكترونية التي لا تعترف بالحدود أو الجغرافيا التقليدية.

تحميل PDF