قضية الصحراء المغربية بين تعثر الحل الأممي ومداخل الحل الإقليمي

 ا. د رضا الفلاح

قضية الصحراء المغربية بين تعثر الحل الأممي ومداخل الحل الإقليمي

 

 

                                                         ا. د رضا الفلاح
                                                           أستاذ التعليم العالي مؤهل
                                                      كلية العلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية، أكادير
                                                                 جامعة ابن زهر/المغرب

ملخص:

        من بين مظاهر عدم استقرار بنية النظام العالمي تراجع قدرة القوى العظمى إلى الحد من تفشي النزاعات أو الدفع نحو تسويتها. مع بوادر نهاية الأحادية القطبية، و بعد مدة طويلة من تدويل قضية الصحراء المغربية لم يأت الحل السياسي الذي طال انتظاره منذ أكثر من أربعين سنة، بل إن تطورات الملف الأخيرة منذ محاولة إقحام موضوع حقوق الإنسان سنة 2013  إلى استقالة المبعوث الأممي هورست كوللر ماي 2019 ، تنذر بأن فرص حل هذا النزاع المفتعل أمميا أصبحت تتبدد، و هو ما يهدد أمن و استقرار منطقة المغرب الكبير خاصة في ظل مخاطر الإرهاب الدولي المحدقة.

          تسعى هذه الورقة البحثية إلى الكشف عن عوامل تعثر الحل الأممي في قضية الصحراء، و عن مداخل الحل الإقليمي، تنطلق من فرضية أساسية مفادها أن منظمة الأمم المتحدة لا يمكن أن تكون بديلا عن الأطراف، و أنه في الوقت الراهن، في ظل التحولات الجيو استراتيجية التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا لا يمكن للنظام الدولي أن يشكل الإطار الملائم للحل السياسي الدائم و العادل  لقضية الصحراء. اختبار صحة هذه الفرضية سيقودنا بعد ذلك إلى الكشف عن مداخل الحل الإقليمي في إطار مغاربي و هو الإطار الأنسب في ظل المخاطر الأمنية غير المسبوقة التي تواجهها المنطقة.

قضية الصحراء8