مسار الإصلاحات السياسية في المغرب وآفاق المشروع الديمقراطي

د. إدريس جنداري

مسار الإصلاحات السياسية في المغرب وآفاق المشروع

الديمقراطي

 

د. إدريس جنداري – باحث مغربي

 

ملخص

شكل مشروع دستور 1908 الذي كان امتدادا للبيعة المشروطة للسلطان عبد الحفيظ بديلا للسلطان عبد العزيز، شكل أهم حدث سياسي أعطي دفعة قوية للحركة الدستورية الناشئة في المغرب، باعتبارها مظهرا مهما من مظاهر التأثير الذي مارسته الحداثة السياسية، بعد هزيمتي إيسلي وتطوان. وقد فرضت البيعة على السلطان شروطا سياسية يجب عليه أن يتقيد بها، ويتعلق الأمر بـ:

استرجاع الأراضي والأقاليم الضائعة، تحرير المدن المحتلة، رفض كل تدخل أجنبي في شؤون البلاد، إلغاء ضريبة المكوس، تقوية المؤسسات الإسلامية بتشجيع التعليم، ضمان استقلالية القضاة ضد تطاولات القواد والعمال. ومنذ هذا التاريخ، بدأ المغاربة في إبلاء المسألة السياسية عامة والدستورية بشكل خاص، أهمية قصوى، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من نضالهم في سبيل بناء دولة مستقلة، وكذلك حديثة وديمقراطية، وذلك لأن النخبة السياسية والثقافية أدركت في وقت مبكر من تاريخ المغرب الحديث، أن النجاح في مواجهة التحديات الخارجية التي يمثلها الاستعمار، يمر بالضرورة عبر مواجهة التحديات الداخلية، التي يمثلها الحكم المطلق المتسلط.

تحميل PDF