التفاوض والوساطة الدولية –دراسة تحليلية

عبد الله المخلوق

التفاوض والوساطة الدولية –دراسة تحليلية

 

عبد الله المخلوق
باحث في سلك الدكتوراه بجامعة محمد الخامس
كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال-الرباط-المغرب

 

 

ملخص

 تعد النزاعات الدولية إحدى المشاكل التي تهدد الأمن والسلم الدوليين والنظام الدولي القائم،وتنشب هذه النزاعات عن طريق عدة أسباب ومبررات،يتفق عدد كبير من الباحثين في حقل العلاقات الدولية على أن من أهم أسبابها تكمن في  المصلحة والأنانية،التي للأسف تعتبر من سمات الدول،فالدول المتنحية في النظام الدولي غالبا ما تخضع لإملاءات وتوصيات الدول السائدة والمهيمنة في هذا النظام،ومن ثم ينشأ النزاع بينهم وفي هذه الحالة قد يتطور الأمر إلى حروب وبالتالي انتهاك سيادة الدول المتنحية في النظام الدولي.وقد تأتي المفاوضات والوساطة الدولية بعد حدوث النزاع.وتجدر الإشارة إلى أنه في حالة وقوع صراع أو خلاف بين الدول المهيمنة أو التي لها مكانة مرموقة في النظام الدولي،فأول شيء يحدث هو التفاوض والوساطة الدولية،لكي لا يتطور نزاع أو خلاف ما إلى حرب قد تكون كونية،وهذا ما قامت به الدول منذ بلورتها إبان معاهدة ويستفاليا بمقاطعة بألمانيا عام 1648م.إذن هناك معادلة عكسية إذا صح التعبير بين الصراع أو النزاع تكون فيه دول قوية وأخرى عكس ذلك،فهنا لا يمكن أن نتحدث عن التفاوض أو الوساطة الدولية،اللهم إن وجدت الدول المهيمنة ضالتها ومصلحتها،والسياسة الدولية سياسة مصلحية.فالتفاوض والوساطة الدولية تكون بين الدول المتوازنة من حيث القوى إذا نشب ينهم نزاع أو صراع،ويمكن تعريف النزاع الدولي بأنه:”نتيجة تنازع بين شخصين أو جماعتين أو وحدتين سياسيتين للسيطرة على نفس الهدف أو للسعي لتحقيق أهداف غير متجانسة،حسب ريمون أرون”،وهذا ما نشاهده في النظام الدولي الحالي.إذن فالتفاوض والوساطة الدولية أقل ما يقال عنهما أنهما معولمتان وتتحكم فيهم الدول الإمبريالية الاقتصادية والسياسية،وهنا تجدر الإشارة إلى أن المدرسة الواقعية التي ولدت مع نيكولا ميكيافيلي في القرن السادس عشر،ومن بعده توماس هوبز ومورغنتاو،لازلت مطبقة ولكن بثوب جديد يغلب عليه الربح المادي الاقتصادي،دون اللجوء إلى القوة اللهم في بعض الحالات إذا كانت المعادة غير متوازنة بين الدول.

تحميل PDF