أستاذ القانون العام بالكلية المتعددة التخصصات بتطوان
مقدمة
إن السياسة في جوهرها عملية تدبير لشؤون الجماعة البشرية ولما كانت شاملة لقضايا الحكم والشؤون العامة. فإن تطور ممارستها وتعقد ظواهرها جعلها تصبح فن الاختيار من الممكن ثم أضحت في سياق التطور الحثيث عمليات وظواهر مركبة يتوخى لفهمها وإدراكها معرفيا مداخل علمية متعددة. ولكن الهاجس الأساسي الذي ينتاب هذه القراءة هي جملة من التساؤلات يأتي في مقدمتها سؤال جوهري هو كيف ينظر الفاعلون المركزيون اليوم لمسألة السياسة الخارجية؟ وهل يمكن الحديث عن وجود سياسة خارجية فعالة بالمغرب؟
من المفيد الانتباه أن التعرف على خصوصيات وملامح العملية السياسية بالمغرب يعكس وجود مساحة فاصلة بين النظر والواقع، كما أن دراسة عملية صناعة القرار السياسي بالمغرب يتطلب قدرا أساسيا من المعطيات المتصلة بالمجال السياسي المغربي وعناصر النظام السياسي ثم الإطار الدولي الذي تنجز فيه، باعتبارها مجتمعة تشكل المحيط الموضوعي والتاريخي للظاهرة.