د. محمد غربي _ أستاذ القانون العام بكلية الحقوق طنجة
جامعة عبد المالك السعدي -المغرب
تمهيد
غدت الهجرة الدولية من الإشكالات الوازنة في حق العلاقات الدولية المعاصرة، فكما قال ريمي لوفو: “إن المهاجرين أصبحوا فاعلين نشيطين في الحياة الدولية ويشكلون عنصر ثقل في تشكل مجتمع مدني عالمي تقفز على الحدود السياسية والثقافية للدول”. وهذا ما جعل الهجرة حسب الخبير الفرنسي برتراند بادي تصبح لاعبا أساسيا في العلاقات الدولية. إن حركة تدفق الهجرات الدولية كاختيارات فردية تخرج عن الضبط التنظيمي وتتحدى المعايير السياسية التي جعلت في السابق من الدولة عن طريق ضرب مبدأ “الإقليمية” خصوصا بعد بروز ظاهرة ما أصبح يعرف في أدبيات الهجرة ب “الهجرة السرية” العابرة للحدود التي تزايدت أهميتها الدولية في السنوات الأخيرة بسبب تكاثر الأشخاص الراغبين في اللجوء إليها وتنوع اتجاهاتها وأماكن انطلاقها، من هنا أصبحت تطرح إشكالية أخرى مرتبطة بضبط هذه التدفقات الدولية وتنظيمها وحل المشاكل المرتبطة بها على المستوى الدولي.