العلاقة الأردنيّة الفرنسيّة: بين الوثائق التاريخيّة والتقارير الدبلوماسيّة والإعلاميّة
أ.د. جمال الشلبي -د. عاصم برقان
ملخص
تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضّوء على العلاقة الأردنيّة الفرنسيّة التي تمثّلُ نموذجًا للعلاقات الدوليّة في منطقة الشرق الأوسط، التي تعيش “حالة استقطاب” واسعةً وخطيرةً على الأمن والسّلام العالميّ. وعلى الرغم من غياب العلاقة التاريخيّة المُباشرة والعميقة بين البلدين، إلا أنّ معاهدة “سايكوس بيكو” عام 1916 التي قسّمت الشرق العربيّ بين الإنجليز والفرنسيين وضعت الأردن تحت الانتداب البريطانيّ. ولذلك، لا توجد وثائق تاريخيّة كثيرة بين الطرفين، مما يعني ضرورة الاتكاء على تقارير دبلوماسيّة وأكاديميّة، ولقاءات صحفيّة لرسم “صورة ما” للعلاقة الحاليّة بين البلدين.
وقد أبرزت الدراسة أنّ الاختلاف في الحَجْم والإمكانيّات والأهداف بين الأردن وفرنسا، لم يمنع الطرفين من بناء “علاقة ثنائيّة” قائمةٍ على التوازن، والمصالح المشتركة، والبحث عن السلام في الشرق الأوسط. فمن الناحية الاقتصاديّة، وَصَل التبادلُ التجاريُّ بين البلدين عام2021 إلى250.7 مليون يورو، وهو في تزايدٍ مطردٍ يعكس الاهتمام المتصاعد لفرنسا بالدولة الأردنيّة. أما سياسيًّا فيرى الأردن فرنسا دولةً قادرةً على المساهمة بإيجاد حلٍّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة بصفتها دولةً مؤثرة بالاتحاد الأوروبيّ، ومؤثرة في أروقة الأمم المتحدة. بالمقابل، تمثّل الأردن بالنسبة لفرنسا دولة مِحوريّة، تلعب قيادته الهاشميّة دورًا كبيرًا لبناء السلام الذي يسعى الجميع إليه، ما يحتّم دعم هذه الدولة التي تتسم بالانفتاح والاستقرار في منطقة مشتعلة بالصراعات والحروب.
تحميل PDF