يعتبر المنظور الواقعي للعلاقات الدولية من بين أكثر النظريات المفسرة للظاهرة الدولية و السلوك الخارجي للوحدات السياسة التي تمتاز بالقوة التفسيرية لأغلب ظواهر العلاقات الدولية بحيث سيطر هذا المنظور على فترات زمنية طويلة ، وعن كان هذا الأخير عرف أوجه خلال الحربيين العالميتين وحتى الحرب الباردة ،فإنه مازال مستمرا في قوته التفسيرية إلى يومنا هذا .فإذا كان ظهور نظرية الواقعية السياسة هو نتيجة طبيعية للإخفاقات التي منيت بها المدرسة المثالية في الحد من الصراعات والحروب الدولية، وفشلها في منع أو ردع الدول في الحرب العالمية الثانية والحد من تطلعاتها، وايضا لمثاليتها العالية ورؤيتها للعالم، فإن النظرية الواقعية جاءت لمعالجة كل تلك الاخفاقات ولدراسة العالم بما هو كائن وليس بما ينبغي أن يكون. وما زالت هذه المدرسة تحكم السياسات الخارجية بشكل عام، وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص؛ وذلك لما تمثله هذه المدرسة من واقعية على الصعيد الخارجي بنظرتها التفاعلية مع العالم الخارجي ونظرياتها المتجددة.ولذلك سوف نتناول الموضوع من خلال نظرية الواقعية وانهيار ثنائية القطبية الدولية ثم ردود فعل النظرية الواقعية بعد انهيار ثنائية القطبية الدولية وأخيرا مدى تأثير التحولات الدولية على الاتجاه الواقعي في العلاقات الدولية.