المقاربة المغربية المتعددة الأبعاد في تدبير المعضلة الأمنية بمنطقة الساحل: آليات توطيد السلام وبناء الأمن
د.محمد اصفريو
المقاربة المغربية المتعددة الأبعاد في تدبير المعضلة الأمنية بمنطقة الساحل: آليات توطيد السلام وبناء الأمن
د.محمد اصفريو
باحث في الدراسات الأمنية – جامعة الحسن الأول
ملخص
تعرف منطقة الساحل حالة من انعدام الأمن والاستقرار، سمته تصاعد حدة النزاعات المختلفة ما بين تمرد جماعات مسلحة على الدولة المركزية، وسيادة نزاعات بين المكونات الاجتماعية حول الوصول والسيطرة على الموارد الطبيعية، التي تم إسباغها بالأبعاد العرقية، فضلا عن انتشار الجماعات الارهابية، التي كيفت أنشطتها واستراتيجيتها لمواجهة القوات الحكومية والدولية المنتشرة بهذا الفضاء الجغرافي. في هذا المنظور، تختلف العوامل المفسرة لهذه المعضلة الأمنية ما بين محددات سياسية طبعت بناء الدولة الحديثة ما بعد الاستقلال، وما بين محددات اقتصادية واجتماعية نتيجة لهذا البعد السياسي، وبين من يربطها بضعف التنمية وعلاقات التأثير والتأثر بين عناصر الأمن الصلب والإنساني.
في ضوء ذلك، ينخرط المغرب في منطقة الساحل بآليات متعددة الابعاد تهدف الى معالجة الأسباب الجذرية للمعضلة الأمنية، جوهرها الأساسي دعم دول المنطقة في مواجهة التهديدات الأمنية وتحقيق الأمن الإقليمي، فضلا عن جهود بناء السلام بين الأطراف الأساسية وفق أجندة إقليمية متعددة الأطراف بعيداً عن المقاربات الأحادية.