الدبلوماسية الرقمية المدخل الجديد لإدارة السياسة الخارجية
ا.د. تورية الحلوي
الدبلوماسية الرقمية المدخل الجديد لإدارة السياسة الخارجية
د/ تورية الحلوي،
أستاذة مساعدة بكلية العلوم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية – أكادير/المغرب
الملخص
إن الممارسة الدبلوماسية للدول، في وقتنا الحالي، تعمل على تفعيل الدبلوماسية الرقمية عبر دمج تكنولوجيا الارتباط بالشبكات الاجتماعية في الأليات المهنية للدبلوماسيين بما يخدم أهداف سياساتها الخارجية. فمن المهم لوزارات الخارجية أن تعمق التزامها باستخدام هذه التكنولوجيا، من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات منها اختيار الموظفين الذين يملكون لغات وثقافة المجتمعات المحلية التي يعملون داخل ترابها، وتدريب الدبلوماسيين قبل أن يتم إيفادهم للخارج على استخدام تكنولوجيا شبكات التواصل الاجتماعي. وتطوير مؤشرات نوعية وكمية لتقييم أداء الدبلوماسيين في مجال أنشطة الدبلوماسية الرقمية، وإنشاء جهاز للدبلوماسية الرقمية يتولى تطوير استراتيجية شاملة لها، بما يضمن التنسيق بين الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية المعنية بتنفيذ الدبلوماسية الرقمية، ووضوح الارتباط بين أهداف ووسائل تنفيذ ومحتوى الدبلوماسية الرقمية، ووضع هيكل تنظيمي مناسب ومبادئ توجيهية عامة لاستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي وتكنولوجيا التواصل الجديدة، والحرص على استخدام القواعد المنهجية المعروفة في صياغة برامج الدبلوماسية الرقمية والاستخدام الأمثل للموارد المالية والبشرية.
أما محتوى الرسالة التي ينبغي مراعاتها من قبل الدبلوماسيين هي الانخراط في حوار ذي اتجاهين في نفس الوقت، وإيجاد التوازن المطلوب بين المعلومات المشوقة التي تثير اهتمام الجمهور المستهدف والمعلومات التي تحاول وزارات الخارجية إيصالها إلى هذا الجمهور. فالرسالة التي لا تجذب الانتباه لن يلتقطها الجمهور المستهدف وبالتالي لن تُسمع أو ترى وهذا يستدعي تخفيف درجة «التحكم» في محتوى الرسالة الإعلامية بما ينسجم مع التغير في بيئة المعلومات.