تعتبر النزاعات قديمة قدم البشرية ، حيث اختلفت الوسائل التي تحل بها هذه النزاعات منذ القدم ، خاصة داخل التجمعات البشرية قديما، ( القبائل – الأسر الكبيرة والممتدة – العشائر) أو المجتمعات حديثا، ( القرى – الأحياء السكنية- الأقاليم – الدول ) .
وقد أخــذت هـذه النزاعات أشكـال متـطورة كـما وتعـددت أسبـابها ، باختلاف المعاملات الدولية، وهو ما أصبح يطلق عليه” بالمنازعات الدولية” ، وهي تلك المنازعات التي يكون أطرافها الدول ، وأشخاص القانون الدولي من غير الدول ، وهذه المنازعات متعددة بتعدد أسبابها ، فقد يكون النزاع سياسيا إذا كانت المصالح المتنازع عليها سياسية، أو يكون اقتصاديا إذا كان سببه تضرر في المصالح الاقتصادية ، كما يمن أن يكون النزاع قانونيا إذا نشأ نتيجة اختلاف حول تفسير معاهدة أو قاعدة دولية.
وحيث كان القضاء ومنذ القدم ،ولا يزال الوسيلة الأساسية لحل النزاعات، لكن مع تطور ظروف التجارة والإستثمار الداخلي والدولي ، أصبحت تنشأ إلى جانب القضاء وسائل أخرى لحسم المنازعات
وتعتـبر هذه الوسائل عبارة عن آليات يلجأ إليـها الأطراف عوضا عن القضاء العادي عـند نشوء خلاف بينـهم ، بغية التوصل لحل لذلك الخـلاف ، وأذكر منها التحـكيم الذي أصبح الوسـيلة الأساسية لحـسم المنازعات التـجارية الدولية ، وكـذلك التـفـاوض والصـلح والوساطة.
ولقد حث الاسلام على قيم التوفيق والصلح والوساطة والأخذ بها ، قال الله تعالى : { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } . وقوله جل جلاله :{إن جنحوا السلم فاجنح لها}